رواية عندما فقدت عذريتي بقلم سارة علي (كاملة)
المحتويات
أوعدك يا زينة إنوا اللي عرفته ده مش هيعدي بالساهل وإني هجيب حقك منهم ..
نظرت إليه من تحت أهدابها وسألته بحيرة وإضطراب
هتعمل ايه ..!
أجابها بشرود
هتعرفي بعدين بس ألاقيهم الأول ..
عارضته بسرعة وخوف
لا يا زياد ماجد واحد واصل بلاش تورط نفسك معاه ..
نظر إليها بعدم تصديق وقال پغضب لم يستطع السيطرة عليه
تراجعت الى الخلف بعينين متسعتين محاولة إستيعاب ما تفوه زياد به بينما استعاد زياد وعيه أخيرا وأفاق من نوبة الڠضب التي سيطرت عليه ليهتف بسرعة متأسفا
زينة انا اسف ..
ابتلعت زينة ريقها وقالت بملامح شاحبة
هز رأسه نفيا وقال بتوسل
متقوليش كده ارجوكي انا اتسرعت وقلت كده .. انتي مكانش قدامك حل تاني كان لازم تخبي عشان تعيشي ...
نظرت إليه بملامح متعبة .. متعبة من كل ما مرت وما زالت تمر به قبل أن تهتف أخيرا بنبرة مرهقة
انا تعبت ونفسي ارتاح ..
نظرت له بصمت بينما نهض هو من مكانه وأخبرها أنه سيذهب الى شركته تاركا إياها تتابعه وصوت كلماته يتردد داخل اذنها هترتاحي ...دلف زياد الى شركته واتجه نحو مكتبه ليخبر السكرتيره وهو يمر من أمامها
خلي منتصر يجيني حالا ..
دلف الى داخل مكتبه ليتفاجئ برنا تنتظره هناك ..
رنا انتي بتعملي ايه هنا ..!
كده بردوا .. هو ده إستقبالك ليا يا زياد...
ربت زياد على كتفها واعتذر منها مبررا موقفه
انا اسف يا رنا .. انا بس تفاجئت من وجودك ..
قالت رنا مفسرة سبب مجيئها
انا جيت عشان اتكلم معاك ... محتاجة اتكلم معاك ضروري ..
احكي يا رنا .. فيه ايه ..!
أجابته بتوتر
مش ناوي ترجع البيت يا زياد ..! ولا انت خلاص صدقت إنك هتتجوز زينة وتحميها ..!
نظر إليها زياد وقال بنبرة قوية حازمة
زينة مسؤوليتي يا رنا سواء رضيتوا بده أو لا هي غلطت صحيح بس ده مش معناه إني أسيبها كده .. لازم أوقف جمبها وأساعدها وأحميها ..
أشاح زياد وجهه بعيدا عنها لتهتف بعدم تصديق
هي عملتلك ايه عشان تدافع عنها وتحميها بالشكل ده ..! نفسي افهم ضحكت عليك ازاي ..!
كفاية يا رنا زينة ملهاش دعوة بكل ده .. هي عمرها مطلبت مني أفضل جمبها أو أحميها ..
قالها زياد بعصبية واضحة لتردف رنا بسخرية
لا واضح إنها قدرت تخدعك وتمثل دور البراءة عليك زي ما عملت مع علي قبل كده
زفر زياد أنفاسه بقوة وقال بضيق
قلتلك كفاية يا رنا .. كفاية ..
نهضت رنا من مكانها وقالت بنبرة متأسفة
للاسف مكنتش منتظرة منك ده .. انا اصلا جيت عشان أقولك انوا ماما تعبانه وعايزاك ترجع البيت تاني ..
ثم أكملت بسخرية مريرة
ماما مش قادرة تستحمل بعد ابنها اللي فاضلها من الدنيا ...
تطلع إليه بعجز بينما خرجت هي من الغرفة بعدما رمته بنظرات مزدرءة ليدخل في نفس اللحظة منتصر وهو يقول متسائلا بدهشة
هي رنا كانت بتعمل ايه هنا ..!
أجابه زياد بتهكم
كانت جاية تقطمني ..
تطلع إليه منتصر بحيرة بينما أكمل زياد بجدية محاولا أن ينسى كلام رنا
ها عملت ايه ..! جبتلي المعلومات اللي تخصه ..!
أومأ منتصر برأسه وهو يجلس امامه هاتفا بجدية
طلع هو نفسه اللي قلتلك عليه عنده ولد وحيد اسمه ماجد ..
جبت معلومات عن الولد ..!
أومأ برأسه وقال
ايوه كل المعلومات بتقول إنه ولد محترم جدا وخلوق .. بيشتغل فشركة والده .. حتى والده نفسه رجل محترم وشريف ...
انت متأكد من الكلام ده ..!
سأله زياد مصډوما لما يسمعه ليرد منتصر بجدية
ايوه متأكد طبعا ...
شرد زياد في كلام منتصر وأخذ يقارنه مع كلام زينة ليجده على النقيض تماما ..
أمام إحدى أهم شركات الإستيراد والتصدير في البلاد أوقف هو سيارته معطيا مفاتيحها الى الحارس الخاص بالشركة ثم اتجه بخطوات عملية الى داخل الشركة ..
وصل الى مكتبه الذي يقع في الطابق الخامس ليجدها جالسة على مكتبها تعمل على حاسوبها الشخصي بتركيز شديد ..
تأملها مليا بنظرات عاشقة وهي شاردة في عملها غير منتبهة لكل ما يدور حولها ..
أفاق من شروده أخيرا ليستوعب ما يفعله فتنحنح مصدرا صوتا وهو يلج الى الداخل ملقيا تحية عملية عليها
صباح الخير ..
نهضت هي من مكانها على الفور و أجابته بنفس العملية
صباح النور يا فندم ..
تحرك الى داخل مكتبه ضاغطا على أعصابه بقوة كي لا يستدير نحوها وينظر إليها بينما عدلت هي حجابها وجلست مرة اخرى على مكتبها ..
بعد لحظات قليلة وجدته يطلب منها أن تدخل إليه فسارت نحو المكتب وولجت الى الداخل قائلة
نعم با فندم ..!
جهزتي الملفات اللي تخص الصفقة الجديدة ..!
أومأت برأسها وهي تجيبه بتأكيد
ايوه يا فندم وراجعتها ..
كويس تقدري تروحي تشوفي شغلك ..
خرجت هي من مكتبها ليدلف بعد لحظات صديقه وأحد الموظفين في شركته هاتفا بنبرة مرحة
صباح الخير يا بوس ..
صباح النور ...
أخبارك ايه..!
كويس ..
تطلع صديقه إليه وشعر بأنه ليس بخير فسأله بقلق
مالك يا ماجد ..! شكلك مش مرتاح ..
تنهد ماجد وقال بجدية
تعبان شوية يا مؤمل ..
تعبان ليه ..!
سأله مؤمل بحيرة ليرد ماجد بجدية
موضوع ريم من جهة وضغط الشغل ..
انت لسه مصر على موضوع ريم ..!
قال ماجد بسرعة وإصرار
طبعا مصر انا بحب ريم وهتجوزها ..
نظر إليه مؤمل بعدم إقتناع لكنه لم يشأ أن يزعجه بحديثه حول هذا الموضوع بينما شرد ماجد في مشكلته التي لا يوجد لها حل ..عاد زياد الى الفندق مساءا بعد يوم طويل قضاه في العمل ..
دلف الى جناحه وألقى بجسده على السرير بتعب قبل أن يخرج هاتفه من جيبه ليجد دينا قد اتصلت به مرات عديدة .. أغلق الهاتف مرة اخرى ورماه بجانبه على السرير ثم اعتدل في جلسته وأخذ يفكر في حديث منتصر عن ذلك المدعو ماجد هل يعقل أن يكون ماجد شخص محترم مثلما أخبره منتصر ..! أم إنه يخدع الجميع مدعيا حسن الخلق والإحترام أمامهم ..!
أفاق من أفكاره تلك على صوت طرقات على باب جناحه اتجه نحو الباب وفتحها ليتفاجئ بزينة أمامه فسح لها
متابعة القراءة