ما معنى ومن ش-ر غاسق إذا وقب
يقول تعالى في سورة الفلق: “وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ” فما هو الغاسق وما معنى وقب؟
الجواب :
الغاسق إذا وقب فقيل هو الليل إذا أظلم، وهذا مذهب الجمهور، وفسره بعضهم بالقمر إذا طلع.
وقد روى الإمام أحمد والترمذي والحاكم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدها فأشار بها إلى القمر فقال: استعيذي بالله من شر هذا فإنه الغاسق إذا وقب. صححه الترمذي والحاكم.
وفى تفسير السعدى قال : { وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } أي: من شر ما يكون في الليل، حين يغشى الناس، وتنتشر فيه كثير من الأروا-ح الشر-يرة، والحيو-انات المؤ-ذية.
“غاسق” هو دخول ظلمة الليل، ومعنى الآية من شر ظلام الليل إذا دخل، هذا هو الوقت منذ وقت
المغرب ودخول وقت الليل، ومنه قوله تعالى: ” أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ” أي إلى الليل.
ومعنى من شر غاسق إذا وقب، أي من ش-ر ظلمة الليل إذا دخل، وقد نبهنا النبي صلى الله عليه وسلم نبه ذلك الوقت أن نحافظ على الأذكار، فقال انه ينبغي علينا ان نتحفظ لأنفسنا وأبناءنا وان نقول أذكار المساء ونتوقى شر الشيا-طين التي تنتشر وقت دخول الليل.
و”الغسق” هو الظلام، وقد وردت في القرآن الكريم في أكثر من موضع، منها وصف الله سبحانه تعالى لما يسيل من جلود الكفار من شدة الغذاب في سورة ص حيث قال تعالى: ” هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ” فكأن ما يتقطر من جلودهم جراء العذا-ب لونه أسود، وشبهه بالغسق لسواده.
وقوله: ( وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ) يقول: ومن شرّ مظلم إذا دخل، وهـ،ـجم علينا بظلامه.
ثم اختلف أهل التأويل في المظلم الذي عُنِي في هذه الآية، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة منه، فقال بعضهم: هو الليل إذا أظلم.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا ابن أبي عديّ، قال: أنبأنا عوف، عن الحسن، في قوله: ( وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ) قال: أوّل الليل إذا أظلم .