قصة من سلسلة قلوب رحيمة القصة الثامنة بقلم ريم السيد
الحقن المجهري بنجاح وجاءت البشرى بأن حملت بطفلين وانتشر الخبر في القرية بأكملها وفرح صغيرها قبل كبيرها لأن الجميع يعلم كم انتظرنا وكم تمنينا ذلك كثيرا ومرت التسعة أشهر على خير وجاء الطفلان لكن كان لابد من دخولهم إلى الحضانة وقبل أن يمر عشرة أيام على ولادتهم توفاهم الله .
حين أتاني زوجي ليخبرني بالخبر قال
قلت
رب كريم وظني به خير .
قال
ورب الخير لا يأت إلا بالخير حتى لو آلمنا
قلت والحزن ينهش قلبي
صحيح .
قال
استودعي أطفالنا ولعله خير بإذنقصة
يئست تماما حتى ظهر على الحزن والاكتئاب وأنا أعلم الناس بالحالة المادية لكنه لم ييأس وراح يضع القرش فوق القرش وبدأت الأخوات بالمساعدة كل واحدة بما تقدر عليه كان والدي حينها قد حصل على مكافأة نهاية خدمته فأعطاني نصفها واكتملت العملية .
منذ يومين
بكيت دون صوت وقلت
اصطحبني وذهبنا فلما أمسكت بهم وضممتهم لصدري قلت
صابرة أنا على فراقكم وأنتم عصافيري في الجنة فلا تنسوني وخذوني معكم .
كانت رائحتهم جميلة جدا وبدأت أبكي وأنا أقبلهم وأنا أعلم أنها المرة الأخيرة لي معهم .
بعدها فقدت الأمل في الانجاب مرة أخرى
وقد أنفقنا كل ما معنا وما عاد هناك ما نستطيع به إعادة التجربة فوضت أمري لله وأصبحت أدعو الله في صلاتي أن يربط على قلبي لفراق أولادي ويسعد زوجي ويعظم محبتي في قلبه حتى جاء ذات مساء ولما جلس جواري قلت بمنتهى الهدوء
لم يرد ونظر نحوي بتعجب شديد فأردفت
سنقوم ببناء دور ثان في الأعلى على حسب امكانياتك حتى وان أخذ وقت وتزوج فما ذنبك أن تعيش دون أبناء بسببي .
ثم تنهدت بۏجع لم استطع مواراته وقلت
المشكلة عندي وليس لك ذنب أن تصبر علي وعلى أمل ما عاد هنا .
أمسك بيدي يقبلها ورفض تماما قائلا
إنه ليحزنني أن تقولي أنت وأنا لقد تعاهدنا أن نصبح معا وأنا راض بقضاء الله وأنتي حبيبتي وزوجتي وابنتي ولن أنسى يوما معدنك الأصيل وصبرك معي ومساعدتك لي وحبك لي ولاخوتي. وبإذن الله يرزقني الله وبدلا من الزواج بأخرى سنخوض معا الحقن المجهري مرة أخرى ادعي كثيرا أن يرزقنا الله .
يرزقنا ويكمل فرحتنا على خير ومرت سنة كاملة هادئة مليئة بالتعبد لله
وزوجي يمطرني بالاهتمام والحب .
ذات يوم بينما أمشط شعر حماتي قلت لها وأنا أضحك
حلمت البارحة أني أحمل ثلاثة قراميط سمك ومنظرهم جميل جدا بخلاف تلك القراميط التي نعرفها وكنت أنا وانت وزوجي يريد كل واحد منا أن يأخذهم ويتسابق على حملهم وفي النهاية قفزوا من يدي إلى بطني وبدأوا بالتحرك داخلها
مارأيك لو نشتري القراميط ونطبخها ربما أشتهيها تعلمين كم احب الأكل .
ضحكت وهي تنظر لوجهي الباسم وقالت
وجهك اليوم كالبدر في تمامه
ضحكت فقامت من مكانها وارتدت ملابسها ونزلت تشتري السمك ثم لما عادت وجدتها تناولني اختبار حمل تعحبت وسألتها
ماهذا
قالت
جربيه .
ضحكت كثيرا وأخذته وقمت بوضعه في أحد الأدراج قرابة الأسبوع فكيف أحمل وأنا التي يأس الأطباء من علاجها لكن من باب الفضول أخذته وقررت تجربته فكانت المفاجأة !
أنا حامل .
خرجت أركض من الحمام أبكي مرة وأصرخ أخرى وأضحك مرة وأبكي أخرى وسجدت أرضا باكية فجاءت حماتي ومن خلفها زوجي فبكوا لبكائي وقالت حماتي قبل أن انطق بكلمة
هي حامل .
واستمر وضع الضحك المخلوط بالبكاء في مشهد وشعور لم أتخيله يوما ولما هدأت نفسي وضمني زوجي قال
عوض الله يا حبيبتي عوضنا .
ثم أردف وهو ينهض ويطلب مني النهوض
هيا ارتدي ملابسك كي نذهب للكشف والاطمئنان عليك .
خرجت معه وكأني في حلم خائڤة أن اصحو منه قالت الطبيبة
حامل في شهرين ونص تقريبا
بدأت في البكاء فأردفت
هناك ثلاثة أكياس حمل مبارك عليك حامل في ثلاثة .
ضحك زوجي لفرط سعادته وقال لي
ألم تبكي على اثنين من قبل ها قد عوضك الله بثلاثة .
ثم يقول للطبيبة
قومي بتمضيتها على ورقة أنها ستربي وحدها .
فتضحك الطبيبة قائلة
من الواضح أن ثلاثتهم سيقومون بتربيتكم جيدا .
أكرمني الله بأطفالي الثلاثة يوسف ياسمين _ياسين
أكملوا عامهم الرابع قبل شهر والجدير بالذكر أني حامل مرة أخرى واقترب موعد ولادتي لابنتي بعد شهر بإذن الله . ريم_السيد
عوض الله يفوق كل التخيلات ينسيك ماقد فقدت ويعوضك بكل ماتتمناه وأكثر فاللهم ارزقنا العوض الجميل كما رزقت هذه المرأة الصابرة الأصيلة وزوجها .
قصة من سلسلة قلوب_رحيمة
القصة الثامنة
بقلم ريم السيد