رواية وصمة ۏجع بقلم سهام العدل(كاملة)

موقع أيام نيوز

منه تسأله منمتش ليه.. حاجة قلقاك 
لم ينظر لها وظل يقلب في القنوات ولكنه رد عليها بإقتضاب شوية قلق اتعودت عليهم الولاد ناموا 
ردت عليه بهدوء أيوة ناموا بقالهم أكتر م الساعة أعملك حاجة تشربها
رد عليها بهدوء ياريت
ابتسمت بسعادة وذهبت إلى المطبخ ولم يمر سوى دقائق وعادت حاملة صينية عليها كوبا من عصير البرتقال وبجانبه طبقا صغيرا به قطعة من كعك الشيكولاتة وضعتها أمامه فنظر بتعجب لما أحضرته وقال إيه ده يا غصون أنا اللي طالب حاجة اشربها مش يزيد
وقفت أمامه ورفعت حاجبها وقالت بثقة ده برتقال فريش وكيك بالشيكولاته المفروض يعني أجيبلك قهوة وشاي دلوقتي قبل ما تنام متعرفش تنام
رد عليها بنفس طريقتها وقال بس انا فعلا كنت عايز قهوة
نظرت لجواره وقالت طب ممكن أقعد الأول وبعدين نتكلم ولا عايز تقعد لوحدك
هز رأسه وقال اقعدي
جلست بجواره وقالت له بتفهم أنت دكتور وعارف أن غلط شرب الشاي والقهوة بالليل واحمد ربنا لان كنت هجيبلك لبن بس أتراجعت عشان عارفة انك مش بتحبه 
انحنى وأخذ العصير وشرب منه القليل ثم قال ع العموم شكرا ياغصون والحمد لله إنها جت في البرتقال أحسن من اللبن
ابتسمت وقالت العفو.. كل بقى من الكيك هيعجبك أوي 
نظر لها بإستسلام ثم تناول قطعة من الكيك وقال تسلم إيدك ياغصون
ردت عليه بحب تسلم من كل شړ
ثم نظر للتلفاز يشاهد إحدى القنوات الإخبارية وساد الصمت بينهما لدقائق بينما هي ظلت تتأمله بحب تشرد في ملامحه التي تجمع ما بين الخشونة والجاذبية هي تعترف لنفسها أنها تعشق ذلك الرجل كما تعترف أيضا أنه لم يراها كإمرأة يعشقها ويرغبها ولكنها تكتفي بوجودها معه تكتفي أن تظل بجواره هكذا لآخر العمر.
الټفت لها وجدها تنظر له بإبتهاج وشاردة فناداها غصون
انتبهت لندائه وشعرت بالحرج فأحمر وجهها وأخفضت بصرها فسألها كنتي سرحانة ف إيه
رفعت بصرها لوجهه مرة أخرى وقالت لا أبدا مفيش حاجة
فقال لها طب اطلعي ارتاحي وأنا أما أحتاج أنام هطلع
هزت رأسها بالنفي وقالت أنا كمان مش عايزة أنام لو مش مضايق هفضل معاك
رد عليها لا أبدا مش متضايق
ابتسمت له وظلت تجلس بجواره ولم تعلم كم مر عليها من الوقت حتى غلبها النوم وهي هكذا.
هو الآخر الټفت وجدها نائمة كالأطفال تضع يدها تحت خدها وتميل على ذراع على الأريكة فابتسم على هيئتها ثم ذهبت ابتسامته في شروده في ملامحها الجميلة والبريئة جمالها الذي يزداد في عينيه يوما عن يوم عيناها السوداء التي تحجب جمالهما الآن جفونها ورموشها الطويلة وأنفها الصغيرة التي تبدو كأنف طفلة في السابعة من عمرها وشفتاها الجميلتان التي طلتهما باللون الأحمر الهادىء مما جعلهما مثيرتان بشكل مخيف أما شعرها الأسود الذي وقع القليل منه على جبينها كان له معه حكاية أخرى منذ أن حررته من الحجاب داخل المنزل.
تغزوه الآن مشاعر مختلفة لها مشاعر لم تكن أبدا جديدة عليه ولكنها جديدة تجاه غصون ابتلع ريقه يطرد تلك الأفكار من رأسه لعله بذلك يستطيع أن يسيطر على تلك المشاعر اشاح بوجهه عنها وأغمض عينيه لدقيقة...ولكنه حين أغمض لم يجد سواها في مخيلته فالټفت لها مرة أخرى ومازال لم يسيطر على تلك المشاعر الجارفة التي تملكت منه فأراد أن ينهي ذلك
فاقترب منها وناداها غصون غصون
فتحت عينيها بثقل فإبتلع ريقه بتوتر وقال قومي يا غصون نامي فوق
وقفت بتثاقل تستند على الأريكة في تلك اللحظة انحلت عقدة شعرها وهذا ما كان ينقصه الآن.
ثم صعدت السلم أمامه بتثاقل وعيون شبه ناعسة وأمسك يدها وقال هاتي إيدك 
صعد بها حتى غرفتها ووقف أمام الغرفة ينظر لها بتردد لا هو قادر على الإقتراب منها ولا هو حاليا يريد الإبتعاد عنها.
هي الأخرى لم تترك يده حتى وصل بها إلى الغرفة ظلت تنظر إليه لترى ما تحمله عيناه ينظر لها نظرة جديدة عليها ولكنها نظرة أسعدتها شعرت منها بقبول تجاهها.
انتظرت منه أن يتحدث ولكن دون جدوى فقالت هي تصبح على خير
ابتلع ريقه بحرج وقال وأنتي من أهل الخير
ثم سحبت يدها منه بهدوء ودخلت غرفتها بينما هو ذهب إلى غرفته.
ظل يتقلب على فراشه كثيرا وقد جافاه النوم فمازالت تطارده في مخيلته بملامحها الجميلة لم يستطع طردها من عقله 
هي الأخرى عقلها وقلبها لا يشغله سواه فكل يوم تستيقظ مبكرا قبل إستيقاظه تنتظر إطلالته حتى تشرق شمس يومها وتنتظره وقت الغداء حتى تنعم بقربه لو لدقائق ثم تنتظره كل ليلة حتى يعود من عمله حتي يتناول عشاءه أمام عينيها وتظل تخلق الأحاديث والحوارات حتى تجذب إنتباهه وتسمع صوته لا يعلم أن قربه منها اليوم لدقائق وهي تستند عليه قبل الدخول لغرفتها كان كفيل أن يطرد النوم من ليلتها يدها مازالت تشعر بلمسة يده لها مازالت نظراته تطاردها نهضت تجلس على الفراش وتزفر من معافرتها في الحصول على النوم التقطت هاتفها من

تم نسخ الرابط