رواية عازف بنيران قلبي للكاتبة سيلا وليد
ارتداء ثيابها متجهة لحقيبة صغيرة توضع بها ثيابها البسيطة قاطعها رنين هاتفها
ضيقت عيناها متسائلة
ودا عايز ايه هو مفكر هرد عليه دا بيحلم
وضعت الهاتف بالحقيبة ولم تجيبه صار يهاتفها عدة مرات متتالية وكأنها لم تستمع لرنين الهاتف
زفرت بملل من صوت الهاتف فاستمعت إليه مرة أخرى بعدما انقطع الرنين
نعم..افندم لسة ناوين تعملوا فيا إيه
سحب نفسا وزفره حتى أفرغ شحنات ندمه وبأسه وتذكر كلماته التي اخترقت قلبه تعنفه على أهانتها وإيذائها ..حمحم ليجلي صوته
ليلى اسمعيني كويس سيبي كل الخلفات اللي بينا وتعالي مع يونس سليم عمل حاډثة وهو عايز يشوفك
على رغم انشطار قلبها من كلماته الحزينة إلا أنها اردفت بقسۏة
لا إلعب غيرها انت واخوك أنا مستنية ورقة طلاقي سمعتني ياحضرة المستشار غير كدا ياريت تنسى في يوم إنك قابلتني..كانت أنفاسه المرتفعة تخترق اذنها حتى قاومتها بشدةوأكملت ماهشم قلبه
راكان لو سمحت سبوني في حالي عايزة أرجع نفسي اللي ضاعت من يوم ماعرفتكم
صړخ بوجهها عندما فاض به الحال
عشر دقايق وتكوني هنا مع يونس وبلاش شغل الستات دا وشغل الكرامات دا جوزك عمل حاډثة يامدام
أغلقت الهاتف بوجهه وصاحت بصړاخ
كداب واحد كداب إزاي سليم عمل حاډثة وعمو أسعد نايم تحت وماما زينب دا بيشتغلني وحياة ربنا لأدوس عليكم كلكم وضعت يديها على أحشائها
متخافش ياحبيبي هعرف اربيك في بيئة نضيفة عن القذارة دي سحبت حقيبتها وأمسكتها متجهة للخارج
هبطت كانت زينب تجلس بغرفة المعيشة توقفت عندما وجدتها انسدلت دموعها وأردفت بصوتا حنون
ليلى روحي ارتاحي يومين ياحبيبتي يومين وتعالي بلاش تخلي الشيطان يفرح فيكم ياحبيبتي
دنت بخطوة من زينب وامسكت كفيها
عايزة أقولك حاجة ياطنط زينب أنا بحبك قوي بجد لو حزنت في البيت دا هحزن على فراقك بس مش أكتر
جذبتها زينب لأحضانها تربت على ظهرها
لا مفيش فراق ولا حاجة هتروحي ترتاحي شوية ومټخافيش هربيلك سليم بس عايزاكي تتأكدي انه مظلوم سليم مش بتاع كدا
تذكرت حديث راكان فأردفت
طيب ممكن أطلب منك طلب..أومأت زينب برأسها وتحدثت
قولي ياحبيبتي...حمحمت ليلى قائلة
اتصلي بسليم وعرفيه عشان ميرجعش يلومني
أمسكت هاتفها سريعا لمهاتفته ظل الهاتف يرن بيد راكان الذي جلس بجوار نوح بجسدا هاوي لا يشعر إلا بإختناق أنفاسه بسط يديه إلى نوح بالهاتف
رد على ماما قولها نوح راكب الحصان وبعيد عني مش عايزها تعرف دلوقتي لما اطمن عليه دي ممكن تروح فيها
أومأ نوح برأسه ساحبا الهاتف
طنط زينب حبيبتي..نظرت زينب إلى ليلى مبتسمة
عامل أيه ياحبيبي ينفع تيجي وتمشي من غير ماأشوفك نهض نوح مبتعدا عن راكان الذي جلس مغمض عيناه من قسۏة الألم الذي يشعر به بصدره
اكيد عايزة سليم مش كدا...أجابته زينب
أيوة ياحبيبي ياريت أكلمه قوله مامتك عايزاك ضروري
وقف نوح ساكنا للحظات يفكر بحديث راكان فأجابها سريعا ورغم سرعة حديثه إلا أن الحروف خرجت ثقيلة عندما اردف
سليم بعيد عني ياطنط راكب الحصان هو وراكان لما يرجعوا هخليهم يكلموك
هزت رأسها بتفهم قائلة
طيب يا حبيبي خليهم يكلموني ضروري وخصوصا سليم قلقانة عليه من وقت ماخرج بحالته دي وقلبي وجعني
هنا انذلقت دمعة من جفنيه وهو يطالع راكان الذي مازال على حالته فأجابها
اكيد ياطنط زينب وقت مايوصل هخليه يكلمك ممكن تدعي له كتير شكله حزين ومضايق قوي ادعيله ياطنط زينب محتاج لدعواتك كتيير
ربنا يسعد قلبه ياحبيبي بدعيله يانوح وهروح أصلي وادعيله كمان هو وراكان
أغلقت الهاتف تنظر لليلى المنتظرة حديثها على نيران ملتهبة خاصة عندما ذكرت دعوتها
أمسكت كفيها تطالعها بنظراتها المستفهمة دون حديث ورغم ماتشعر به زينب من إختناق صدرها إلا أنها ابتسمت لها تربت على يديها التي احتضتنت يد زينب قائلة
هو مع راكان في مزرعة نوح راكبين الأحصنة وطبعا بيكونوا مجانين زي العيال الصغيرة بيجروا في المزرعة لما يجي هخليه يكلمك وهفهمه كل حاجة
هزت رأسها رافضة وتحركت بعض الخطوات تبحث عن سيلين
لا خلاص حبيت أعمل كل حاجة عشان مطلعش وحشة وشوفي سابني وراح يعمل ايه أنا كنت همشي ممكن تنادي لسلين لو سمحت
جلست على المقعد
سيلين مستنياكي برة
تحركت للخارج تبحث عن سيلين التي كانت تقف تنتظرها بجوار سيارتها حزينة على ماصار لأخيها ..وصلت ليلى واستقلت بجوارها وهي تهمس لنفسها
واحد كذاب معرفش الراجل دا ايه حياته كلها كڈب وخداع ومقرفة
وصلت ليلى بعد قليل لمنزل والدها..دلفت للداخل بعدما فتحت درة الباب ووجدها بحقيبتها بصحبة سيلين..وصلت والدتها إليها
إيه دا يابنتي إيه اللي معاكي دا دققت النظر بعيناها دنت مقتربة
ليلى مالك انت معيطة ولا إيه!!
هزت رأسها بالنفي وتحركت للداخل وهي تحاول الأ تبكي أمام والدتها
إيه ياماما مش عايزة بنتك ولا إيه! جاية اقعد شوية عندكو ولا معدش ليا مكان في البيت
سحبتها والدتها وهي لم تقتنع بكلماتها جلست وأجلستها تنظر إلى سيلين
اقعدي حبيبتي واقفة ليه استمعت سيلين لهاتفها فتحركت معتذرة
انا مش قولتلك ما تتصلش بيا تاني!!
مسك يونس هاتفه بأصابع مرتعشة وأعطى الهاتف إلى راكان الذي حاول لملمت شتات نفسه
سيلي حبيبتي إنت فين ومعاك ليلى!
اجابته سيلين بنبرة يشوبها الحزن
أيوة ياآبيه