رواية اخطائي شهد محمد جادالله

موقع أيام نيوز


انغرس بقلبه شطره لنصفين واغشى شيطانه على بصيرته اعماها ودفعه دون هوادة أن ينطق أخر كلمة توقع أن تصدر من فمه و يطاوعه قلبه بها 
أنت طالق
نزلت تلك الكلمة عليها كالصاعقة نفضت كافة دواخلها واحرقت قلبها فحتى صوتها المحصور بحلقها أنطلق وصړخت ترجوه وهي
طياته الكثير
التاسع والعشرون
حين يشتد التعب بال تغلق على نفسها من تلقاء نفسها كذلك نحن وكذلك القلب. 

ضمت صديقتها المتراخي اتقر بجانبها على مقعد السيارة الخلفي وهي تشهق شهقات متقطعة حزنا على ما أصابها فهي إلى الآن لم تستع وعيها.
طالعها هو من مرآته الأمامية وقال وهو يتولى قيادة سيارة يامن الذي غادر دونها وكأنه تقصد ذلك كي يتم ايقالتها بها
ميرال...بطلي عياط... هتبقى كويسة
نفت برأسها وقالت بنهنهة
انا خاېفة عليها يا حمود دي مبتنطقش لازم نروح اتشفى
تنهد محمد واخبرها بعقلانية ة لطالما كانت من شيمه
ميرال أنت شايفة حالتها عاملة أزاي واك في اتشفى هيبقى سين وجيم ومن مصلحتها ميحصلش شوشرة... هي مغمي عليها وهتفوق بإذن الله ومتقلقيش هبعت لدكتور معرفة يطمنا عليها...بس المهم دلوقتي هنروح على فين
هزت رأسها بإقتناع وردت حائرة وهي تكفكف دمعاتها
زفرت هي حانقة واخبرته
اللي اعرفه ان ليها في البلد بس معرفش حاجة عنهم كل اللي اعرفه وهي كانت قيلهولي زمان أن واحد فيهم كان في بينه وبين باباها مشاكل على ورث مامتها وكان طمعان فيها وعلشان كده جوزها يامن علشان يحميها...
تنهد محمد بقوة وقال وهو يشرع من جد بالقيادة
طيب انا هتصرف...
يومين لم تستيقظ من غفوتها وكأن عقلها يرفض العودة من هروبه الاضطراري فقد أكد الطبيب أنها لا تعاني من شيء عضوي سوى بعض الرضوض بها أثر المقاومة وأن ما هي عليه هو حالة من السبات الذي افتعلها عقلها كي يتهرب من الضغط النفسي التي تعرضت له فقد وصف لها العد من المحاليل الورية البديلة للطعام التي كانت تعوض ها كي لا يصيبه الهزل أثناء سباتها...واتخذ كافة الاحتياطات الطبية لها و طمأنهم أنها سوف تستيقظ من تلقاء ذاتها عندما تواتيها الشجاعة اللازمة كي تواجه الأمر.
فكانت ميرال لا تفارقها ما احضرهم محمد لتلك الشقة التي تقبع بنفس البناية التي يقطن بها... وقد حمدت ربها كون ابيها خارج البلد ولم يتعب نفسه حتى بالسؤال عنها أما دعاء فقد تحججت لها كونها ستسافر لبضع أيام مع رفاقها كي تتخلص من ضغط الاختبارات التي كان تعاني منها في الآونة الأخيرة وأوصت مربيتها أن تتستر عليها أثناء غيابها وتخبرها بكل جد...
لسه مصحتش...
سؤال صدر من شهد التي كانت تحمل بها صنية عامرة بالطعام وتضعها على الطاولة التي تتوسط تلك الردهة الواسعة
أن استتها ميرال ولحقت بها بملامح كئيبة وصوت تملك منه اليأس قائلة
لأ يا شهد انا بجد خاېفة عليها وبفكر ننقلها لتشفى واللي يحصل... يحصل
مستشفى ايه بس دي هتبقى زي الفل والدكتور بنفسه طمنا عليها...وين بلاش شوشرة البنية مش ناقصة كفاية اللي حصلها
أومأت ميرال بينما استرسلت شهد بحسرة
قوليلي هو جوزها مسألش عليها
نفت ميرال بحزن
لأ من يوم اللي حصل ومسألش حمود راحله علشان يرجعله العربية بس ملقهوش في البيت لا هو ولا مامته ولغاية دلوقتي مفيش أي اخبار عنه
لا حول ولا قوة إلا بالله...والله البت دي قطعت قلبي دي طول الليل تخرف مه ولو صحت وملقتهوش هتعمل ايه
ادعيلها يا شهد تقوم بالسلامة وتتخطى الأزمة دي على خير
والله بدعيلها وبدعيلك أنت كمان ربنا يريحك بالك
ابتسمت ميرال وقالت بإمتنان
ربنا ما يحرمني منك يا شهد
أنا حاسة أن ربنا بيني أوي علشان رزقني بأخت زيك ورجعلي صاة عمري...
ربتت شهد على ظهرها بحنان واضافت بمكر تشاكسها
اه يا اختي ونسيتي حمود ولا ايه
اعتلى جانب فمها بسمة باهتة وقالت بيأس
حمود...ظلمني يا شهد ومرضاش حتى يسمعني وحتى ما نادين حكتله إني مظلومة متكلمش معايا ولا هان عليه يريح قلبي بكلمة
زفرت شهد ولعنت عقلية شقيقها المتحجرة في سرها ثم قالت راجية
حقك عليا أنا... ومعلش هو اه دماغه ناشفة بس والله بيك وبكرة لما تعاشريه هتعرفي أن حنية الدنيا فيه بس هو اللي عقله مش مريحه ولا مريح اللي حواليه
تنهدت هي بإاط واخبرتها بنبرة تملك منها اليأس بفضل تبلده معها
بيني بأمارة ايه...ده لغاية دلوقتي عقدة لسانه متفكتش وبصراحة حاسة إني بفرض نفسي عليه
شهقت شهد مستنكرة وقالت تطمئنها
بطلي الكلام البايخ ده والله بيك... وين متنسيش الظروف اللي حصلت هو يمكن مستني وقت مناسب 
أومأت لها ميرال وقالت بحيرة
يمكن...أنا كمان ورطته معايا اللي حصل لنادين وجابني هنا
اخويا راجل وعنده نخوة
ومستحيل كان هيشوف ولايه زيكم عايزين مساعدة وميساعدتش
أتها ميرال بحركة من رأسها ولكن كان سؤال أخير يؤرقها وتر أن تحصل على إجابته لذلك همهمت بترقب
شهد هي دي شقة مين
أجابتها شهد ببسمة ماكرة ذات مغزى وهي تغادر من باب الشقة وتغلقه خلفها
شقة حمود....
شهقت ميرال بخفوت وتوترت بة وهي تتمعن بكل ارجاء الشقة وكأنها لم تكن تمكث بها أيام وتراها
 

تم نسخ الرابط