رواية مع وقف التنفيذ

موقع أيام نيوز


العاشر
نظرت إليه بدهشة قائلة
وحضرتك طيب بس عرفت ازاى ان عيد ميلادى النهاردة
قال بثقة زائدة
اللى بيهتم بحد .. بيحب يعرف عنه كل حاجة
أخرج علبة
متوسطة الحجم من درج مكتبه وقدمها لها قائلا
أتفضلى هديتك
نظرت إلى العلبة مندهشة ولمعت عيناها من المفاجأة وقالت
أيه ده موبايل مرة واحدة
علت الأبتسامة شفتيه وهو يقول
ده أقل حاجة ممكن تتقدملك

قال عبارته هذه وهو يتفحصها بجرأته المعهودة شعرت بالخجل من نظراته وقالت بارتباك 
بس انا أسمع انه بيبقى مع رجال الأعمال بس علشان شغلهم يعنى ..أنا بقى هعمل بيه أيه
قال ببساطة
لا ده كان أول ما نزل مصر .. دلوقتى ابتدى ينتشر.. وبعدين يا ستى علشان لما أحب أطمن عليكى ..أصلك لسه مردتيش عليا فى موضوع الشغل وانا خلاص شهر وماشى من هنا وعاوز أعرف أكلمك وقت ما أحب
لم تكن كلماته تحمل معنى آخر نظرت إلى العلبة بين يديها سعيدة بها وحائرة هل ت ا أم لا إنها هدية ليست بالبسيطة وفى نفس الوقت ماذا ستبرر ذلك لفارس .. وكأنه قرأ أفكارها التى ظهرت جلية فى عينيها وهى تنظر للعلبة فقال باصرار
أنا مش هتنازل عن أنك تقلبيها ..
ألتفتت إليه فقال
وبعدين يا ستى لو خاېفة من الإحراج مش لازم تقولى أنى انا اللى ادتهولك
وكأنه أعطاها المخرج من تلك الورطة فابتسمت وهى تقول
متشكرة أوى يا أستاذ باسم على الهدية
مد يده ليصافحها قبل أن تخرج وضغط على كفها بين أصابعه برقة وقال
دى حاجة بسيطة بالنسبة للى جاى .. لو وافقتى تشتغلى معايا
خرجت دنيا من حجرة مكتب باسم مسرعة وهى تخشى أن يكون
قد عاد من صلاة العشاء ولكنها استرخت وهى لا ترى فى الحجرة سوى نورا فقط والتى كانت منكبة على عملها باهتمام حشرت العلبة فى حقيبة يدها عنوة ووضعتها تحت مكتبها الخاص حتى لا تلفت الأنتباه بانتفاخها وواصلت عملها بنظرات زائغة وكأن شيئا لم يكن.
عاد فارس وحسن من صلاة العشاء وجلس كل منهما خلف مكتبهما
ولكن نورا لم تنسى تحييه بابتسامة قائلة
تقبل الله
منا ومنكم
نظر حسن إلى الجميع باهتمام وقال وكأنه سيدلى بمعلومة سرية
أنتوا عرفتوا يا جماعة أن الأستاذ باسم هيسيب الشغل هنا وهيفتح مكتب خاص بيه
قال فارس دون أن يرفع نظره إليه بلا مبالاة
أيوا عارفين
قالت نورا باهتمام 
تفتكروا مين اللى هيمسك أدارة المكتب مكانه يا جماعة
أكمل حسن حديثه وكأنه لم يستمع إليها قائلا
طب عارفين انى هروح معاه
نظر له فارس باستنكار وقال
ليه يا حسن .. أنت هنا بتاخد خبرة أكبر وبتتعلم من الدكتور حمدى
قال حسن بتهكم وهو يشير إلى حجرة باسم
وهناك هاخد فلوس أكتر
ردت دنيا بحماس وكأنها قد وجدت من يعينها ويفكر مثلها
برافو عليك ده تفكير منطقى جدااا
ألتفت فارس وقال بضيق
تفكير منطقى ازاى يعنى ..الفلوس مش كل حاجة
أومأت نورا موافقة لكلامه وقالت
ده صحيح .. الخبرة وسمعة الدكتور حمدى أكبر من المرتب بكتير
ثم التفتت إلى حسن وهى تتابع حديثها
وبعدين يعنى الفرق مش هيبقى كبير
عقد حسن يه أمام ه وقال مخالفا
ولو جنية واحد زيادة.. هيفرق معايا..وبعدين انتوا مش ملاحظين ان
الشغل هنا ابتدى يقل ..
وأخفض صوته وهو يستطرد قائلا
والدكتور كمان مبقاش يجى كتير
قال فارس بانفعال
ده علشان الدكتور مبيقبلش القضايا المشكوك فيها.. يعنى على الأقل يا أخى ضامن ان مرتبك من فلوس حلال
أبتسم حسن بسخرية وهو يفتح يه قائلا
أهلا الشيخ فارس وصل
هب فارس واقفا پغضب وأشار له محذرا وقال
ألزم حدودك معايا يا حسن
وقفت نورا مسرعة وهى تقول منفعلة
أيه يا أساتذة صلوا على النبى كده واهدوا ..كده صوتنا هيوصل للدكتور
أسندت دنيا رأسها إلى كفيها وهى تنظر إليهم مشتتة أفكارها وهى تقول فى نفسها
أومال لو قلتله انى عاوزه اروح اشتغل معاه هيعمل فيا أيه
أوت إلى فراشها ليلا وهى تمسك بالهاتف النقال فى يد وبالكتالوج فى اليد الأخرى محاولة فك طلاسم هذا الهاتف وهى تتمتم بسخرية من جهلها وفجأة صدح رنينه بين يديها تفاجأت وهى تنظر لأسم باسم تضىء به شاشة هاتفها وهمهمت قائلة
معقول.. مديهولى وهو مسجل اسمه عليه
ترددت لبرهة ثم قررت الرد فقال على الفور
ها التليفون عجبك
أستيقظ فارس قبل الفجر بساعة وهو يمد يده ويطفىء ساعته المنبهة التى تصدح يوميا فى مثل هذا الموعد معلنة عن وقت صلاة القيام تململ فارس فى فراشه وهو يشعر بأجهاد شديد وكأنه لم ينم إلا منذ لحظات قليلة ولكنه جاهد نفسه وهب واقفا حتى لا يفكر
فى العودة إلى النوم مرة أخرى ويغلبه كسله وأجهاده توضأ وعاد إلى غرفته وجلس وهو ممسكأ بالمصحف يقرأ ورده الليلى شرد بعقله قليلا وهو يفكر كيف لم يفكر فى أن يطلب من الدكتور حمدى بأن يفصل بين النساء والرجال فى مكتبه خشية الاعتياد والألفة التى تضفى صفات خيالية محببة بين الزملاء والزميلات والتى قد تطور إلى مفهوم آخر.
وضع المصحف جانبا ووقف يصلى القيام وأطال فيه حتى ركع وأطال فى الركوع حتى سجد ولأول مرة يشعر بسجود قلبه مع سجود جبهته أطال السجود وهو
 

تم نسخ الرابط