رواية في قبضة الاقدار (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


تلك الساذجة التي يسيطر عليها ببضع نظرات حانيه متوسلة! 
ذلك الرجل أصبح خطړا عليها ينبغي منها الهرب منه و من كل شئ يحمل رائحته . فلا طاقة لها بچرح آخر و لا خذلان آخر فصفعه واحدة في الحياة تكفي !
زفرت بتعب قبل أن تحس قدماها علي الحركة و إرتداء ذلك الوشاح الأنيق من الفراء الثمين الذي لم يمانع صاحبه في دفع الكثير من النقود حتى تتلفح به لليلة واحدة فارتسمت ابتسامة ساخرة علي ملامحها قاطعتها دقات على باب الغرفة كان لها صدى قوي بداخلها وكأن كل قراراتها التي اتخذتها منذ قليل بدأت بالتلاشي حين استشعر قلبها وجوده لذا حاولت أخذ عدة أنفاس متتاليه علها تهدئ من ضجيجها قبل أن تقول بتحفيز 

اهدي يا فرح . الي انتي هتعمليه دا هو الصح . انتي مفكيش حيل لچرح جديد. و المرادي هتكون فيها نهايتك !
أخذت عدة ثوان للسيطرة علي نفسها قبل أن تتوجه بخطي ثابته الي باب الغرفة و قامت بفتحه لتجد نفسها تقف وجها لوجه مع أوسم رجل قابلته بحياتها . تلك الجملة التي دائما ما تخطر ببالها حالما تقع عيناها عليه و لكنها نفضت عن رأسها كل تلك الترهات و رسمت ابتسامة متحفظة لتتفاجئ من كلمته المازحه مع رفعة من حاجبه الكثيف 
أنسة فرح عمران !
رغما عنها اتسعت ابتسامتها من مزحته و طار تحفظها كالهباء المنثور و لكنها سرعان ما تجمدت علي حين سمعت كلماته التي تحوي الكثير و الكثير 
تعرفي ان ضحكتك حلوة و الأحلي منها عنيك. خصوصا لما بيبقوا عاملين كدا 
تاهت بين كلماته و معانيها و ملامحه و نظراته التي كانت تحاوطها بشكل لم تعهده مسبقا و لكنها توقفت عند آخر جملته و قالت بعدم قهم
عاملين ازاي 
أجاب بكلمة بسيطة كانت كفيلة بزعزعة كل شي بداخلها 
صافيين.
لم تستطع فهم ما يرمي إليه فتابع قائلا بصوت أجش
لما بيكونوا صافيين بيضحكوا ضحكه حلوة اوي . وده مبيحصلش غير في حالة واحدة بس
اللي هي 
كانت تتلهف لإجابه تروي ظمأ قلبها و لكن كالعادة لا يعطيها الجرعة المطلوبه كامله بل نظر إلي ساعته و امتدت يداه تمسك برسغها و هو يقودها في طريقهم الي الحفل قائلا بفظاظة 
مكنتش مفكرك بتاخدي وقت قدام المرايا زي

باقي الستات.
وصلوا إلي الحفل فشعرت بالرهبه لا تعلم السبب لذا قالت بخفوت 
سالم بيه 
أجابها مصححا بينما عيناه مسلطه علي عيناها بقوة
سالم بس يا فرح
اومأت برأسها دون حديث فتابع قائلا بخشونة
تفضلي جنبي طول الفرح و لو اي حد طلب منك ترقصي معاه ترفضي رفض قاطع و تقوليلي عشان اكسر دماغه. اتفقنا 
لم تستطيع منع الإبتسامة من الوصول إلي و قد كان هذا ما يريده فقد لمس رهبتها من تلك الأجواء و أراد تخفيف وطاة ذلك عليها و لكن ما أن رأى ابتسامتها حتى قال بغزل
مبطن
بلاش عنيك يضحكوا الضحكة دي قدام حد 
نجح في ازاله رهبتها و لكنه زلزل ثباتها فتنهدت بعمق قبل أن يدخلوا الي الحفل الذي لم يكن صاخبا و لكنه كان ملئ بأناس من المجتمع المخملي يرتدون اغلي و افخر الثياب و الحلي و ېدخنون اغلي انواع التبغ الذي كانت رائحته تشعرها برغبة في القيء و لكنها جاهدت حتى تظل بمظهرها اللامبالي و ظلت بجواره حتي انتصف الحفل و لكنها لم
تعد قادرة على التحمل فقد شعرت بالإختناق لذا حين وجدته انخرط في الحديث مع مجموعة من رجال الأعمال تسللت خفية إلى الشرفة تريد استنشاق الهواء الطلق الخال من رائحة النفاق الممزوجة بعطور ثقيلة لم يستطيع أنفها تقبلها فتلك الأجواء تصيبها بالغثيان دائما.
كان الهواء عذب يتلاعب بخصلات شعرها الحريرية و ردائها الأسود اللامع الذي يتناسب مع كحلها الفاحم الذي حاوط غاباتها الزيتونية اللامعه و التي انعكس عليها ضوء القمر فجعلها في ابهي صورها أمام عينيه التي تابعت خطواتها للخارج و أرغمته على اللحاق بها فقد كان يتبع وجهة قلبه التي اهتدت أمام عيناها و أسلمت بأنها بره الآمن في هذه الحياة و التي سيحارب بكل قوته حتى يحصل عليها .
مش خاېفه تاخدي برد 
جفلت حين سمعت صوته و لكنها حاولت السيطرة علي رجفة قلبها التي كانت تخشي أن تفضح مشاعره نحوه لذا لم تلتفت إليه بل إجابته و هي تنظر البعيد 
الجو جميل. و هوى البحر حلو اوي 
هو جميل و كل حاجه بس هوي البحر غدار خلي بالك 
هكذا أجابها فشعرت بأن حديثه يحمل معان أخرى مبطنة و لكنها تجاهلت منحني الرد فظل صامتا للحظات بدت كدهر مر عليها وهي تحارب كل شئ بداخلها و تردد على مسامعها عبارة واحدة 
هذا ليس المكان المناسب لك
خرجت منها تنهيدة قوية تدل علي حيرة وڠضب كبيران بداخلها و قد شعر هو وجود شئ خاطئ بها لذا قال باهتمام 
ليه كل دا 
وكأنها كانت تنتظر منه أي بادرة للانفجار و إخراج مكنونات ڠضبها منه ومن نفسها و من شعور
 

تم نسخ الرابط